إلى أين يتجه سوق الإعلانات الرقمية بعد الحكم القضائي على العملاق جوجل؟ هل نشهد على بداية مستقبل أكثر قوة ومنافسة أم أن العملاق سيكون له رأى أخر ليدافع بكل قوته عن عرشه؟ دعنا نتعرف أكثر ونخوض في رحلة مثيرة نحو مستقبل الإعلانات الرقمية بعد إعلان الحكم القضائي ضد عملاق الإعلانات الرقمية جوجل وإدانته بالاحتكار بقرار تاريخي من وزارة العدل الأمريكية في مشهد صدم العالم وقد يغير قواعد اللعبة ويعيد صياغتها من جديد، انضم إلينا في مقالنا هذا وتعرف على تداعيات هذا الحكم على الشركات المنافسة لجوجل والناشرين وسوق الإعلانات الرقمية… استعد لبداية جديدة محتملة.
العملاق لأول مره في قفص الاتهام
بعد صدور الحكم القضائي الجزئي على جوجل يواجه العملاق أكبر تحدي له في السوق الرقمي فقد يجبر على بيع منصة AdX على الفور والتي تعد أكبر منصة تدير مزادات الإعلانات الرقمية وتربط بين الناشرين والمعلنين وهي ضربة قاضية للعملاق يأتي بعد ذلك بيع تدريجي لخام الإعلانات الذي يقوم باستخدامه الناشرين لإدارة إعلاناتهم وتحديد أسعار العرض الأدنى وتتبع المبيعات، وهي حلول قدمتها وزارة العدل الأمريكية في محاولة لإنها هيمنة جوجل على سوق الإعلانات الرقمية والحد من ممارسة الاحتكار التي يقوم بها العملاق.
إلى أين تتجه جوجل؟ نظرة عامة على السيناريوهات المحتملة
بعد إثبات وزارة العدل الأمريكية المخالفة القانونية التي انتهكها العملاق جوجل في احتكار سوق الإعلانات الرقمية يتجه المشهد إلى تحديد بعض الإجراءات التي قد تفرض على الشركة لتحد من قوة جوجل وإليك أهم هذه الإجراءات:
- قد يتخلى جوجل عن متصفح كروم والذي يعد أحد أهم الأصول الرقمية للشركة والذي يربط المستخدمين بخدمات جوجل، ولكن رفضت الشركة هذا الاقتراح لأنه سيؤثر على خصوصية المستخدمين وأمنهم فالمتصفح يعتمد على تقنيات متداخلة يصعب فصلها عن أنظمة جوجل، على الجانب الأخر ظهرت شركات تقنية كبري مثل “أوبن إيه آي” وبريلكستي” والتي عرضت شراء متصفح كروم باعتباره فرصة مميزة للدخول سوق محركات البحث بقوة.
- وفي الجلسة تم تسليط الضوء على صفقات جوجل مع مسؤولي “آبل وموزيلا ” لتكون الشركة محرك البحث الافتراضي على أجهزتها وهي صفقات تحد من المنافسة بين الشركات الأخرى، وهذا ما أكده مسؤولي الشركتين على اعتمادهما على الأموال التي تدفعها جوجل مقابل هذه الميزة الحصرية.
- واقترحت وزارة العدل الأمريكية أيضًا تمكين الشركات من الوصول إلى فهرس جوجل وخوارزميات ترتيب النتائج الأمر الذي رفضته جوجل واعتبرته تهديد لبنيتها الأساسية، وهو ما أكده الرئيس التنفيذي للشركة سوندار بيتشاي أن هذا الاقتراح يجبر جوجل على إعادة النظر في استثماراتها في تطوير محرك البحث وأنه أمر يحد من الابتكار.
- تواجه جوجل قضايا قانونية أخرى أبرزها قضية متجر “جوجل بلاي” التي رفعتها شركة “إيبك جيمز” مما يجعل العملاق تحت ضغط مواجهة كافة هذه التحديات والرد عليها.
قضية الحكم على جوجل تسلط الضوء على ممارسات الاحتكار لشركات تكنولوجية كبري
فتحت قضية جوجل والحكم التاريخي عليها الباب أمام ممارسات احتكارية أخرى من قبل شركات مثل:
أمازون: تواجه امازون قضايا ممارسات احتكارية لضغط على البائعين في منصتها لعدم تقديم نفس السلع بأسعار مختلفة على منصات أخرى مما أدى إلى ارتفاع أسعار هذه السلع في السوق.
أبل: اتهمت أبل بدعوى احتكار من قبل 17 ولاية ضد استغلال نفوذها الكبير لجعل المستخدمين يعتمدون على منتجاتها بشكل غير عادل مما يضر بالسوق التكنولوجي وذكرت الدعوى أن أبل قامت بمنع شركات أخرى من تقديم خدمات مثل المحفظة الإلكترونية التي تقدمها أبل وهي ميزة حصرية لها.
ميتا: تواجه شركة ميتا دعوى قضائية خاصة بشراء تطبيق انستجرام وتطبيق واتساب واتهمت الشركة بالاحتكار وتقليل البدائل أمام المستخدمين لتطبيقات التواصل الاجتماعي.
كيف سيغير الحكم على جوجل طريقة بحثنا عبر الإنترنت؟
بالطبع هذا الحكم سيغير قواعد اللعبة الخاصة بطريقة بحثنا على الإنترنت وإليك بعض الطرق المقترحة:
- قد تستحوذ شركات أخرى على محركات بحث جوجل مثل SearchGPT من OpenAI المدعومة بالذكاء الاصطناعي وإحداث ثورة في عالم محركات البحث.
- إزالة ميزة الوضع الافتراضي للجوجل من على الهواتف مثل أيفون وتجربة محركات بحث بديلة.
- التغيير في تكلفة الإعلانات وزيادة المنافسة بين شركات أخرى وتقديم أسعار مختلفة.
وعلى الرغم من ذلك تعتمد جوجل على ولاء المستخدمين وتفضيلهم لمحرك البحث الخاص بها وقوة جوجل الخوارزمية التي ستقف ضد المنافسين لها وتمنعهم من جذب عملائها.
مستقبل الإعلانات الرقمية بعد جوجل
هل حان وقت سقوط امبراطورية جوجل للإعلانات الرقمية؟ دعنا نتعرف على مستقبل الإعلانات الرقمية بعد كسر هيمنة العملاق جوجل وأبرز هذه الاتجاهات:
كان هذا الحكم بمثابة الضربة القاضية لعرش جوجل لتجبره على التراجع عن ممارسات الاحتكار. وفتح الباب أمام لاعبين جدد في سوق الإعلانات الرقمية وتغيير المشهد الذي يتثمل في النقاط التالية:
بداية منافسة جديدة
تخيل أن نري سوق رقمي جديد ومنافسين أخرين غير جوجل. ولا يوجد احتكار للسوق. هذه خطوة تمهد الطريق لتفكيك هيمنة العملاق على سوق الإعلانات الرقمية بعد الحكم القضائي عليه. مما يفسح المجال لظهور منصات إعلانية جديدة ومبتكرة. قادرة على تقديم قيمة حقيقية للمعلنين والناشرين على حد سواء.
بيانات أكثر شفافية ومصداقية للمستهلكين
المستخدمين لخدمات الإعلانية هما الرابح الأكبر في هذا المشهد الجديد. مع تزايد الضغط على شركات التكنولوجيا لتقديم بيانات أكثر شفافية حول كيفية استخدام معلوماتهم. سيحظى الأفراد بمزيد من التحكم في بياناتهم وتجاربهم الإعلانية. هذا يفتح الباب أمام إعلانات أكثر صلة باهتماماتهم.
تغير شكل الإعلان
قد نشهد على تحول كبير في شكل الإعلان وزيادة الاستهداف الدقيق القائم على البيانات الضخمة إلى الإعلانات الذكية التي تظهر في اللحظة المناسبة والمحتوى المناسب للمستخدمين. هذا يعني إعلانات أقل إزعاجًا وأكثر فائدة للمستخدم.
تقنيات إعلانية مبتكرة
بعد التقليل من الممارسات الاحتكارية للشركات، من المحتمل زيادة الاعتماد على الإبداع والابتكار في سوق الإعلانات الرقمية. ومن المتوقع ظهور تقنيات إعلانية جديدة ومبتكرة. ربما تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل أعمق أو الاستفادة من الواقع المعزز والافتراضي لتقديم تجارب إعلانية مثيرة.
فرصة إلى إعادة التوازن
قد يواجه المعلنون والناشرون في البداية تحديات في التكيف مع هذا المشهد المتغير. ومع ذلك، فإن الفرص التي توفر خيارات مميزة لهم يمكن للجميع الاستفادة من سوق إعلاني أكثر ابتكارًا وشفافية.
لنتسعد لخوض تجربة جديدة في مستقبل الإعلانات الرقمية بعد الحكم على جوجل والتركيز أكثر على إعلانات مبتكرة وأكثر تفاعلية والتمتع بتجربة منصات وتقنيات جديدة في حال انتهاء هيمنة العملاق جوجل على سوق الإعلانات الرقمية أم سيكون للعملاق رأى أخر ليدافع عن عرشه؟ تابع معنا لتعرف كيف سيتطور المشهد.