كلمة التغيير تحمل العديد من المعاني، وتحمل العديد من التحديات فكما أن التغيير شيء لا تألفه النفس البشرية. فالناس يفضلون الأمور التي اعتادوا عليها، أما فكرة التغيير فتواجه العديد من العقبات. وكل أصحاب الأفكار المختلفة والجديدة واجهوا تحديات كثيرة في بداية تطبيق أفكارهم. لكن المهم هو الثبات والإيمان بالفكرة والسعي نحو تحقيق الحلم وتحويله إلى واقع.
وفي مجال الاجتماع ودور الفرد في تغيير المجتمع نحو الأفضل يحتاج صاحب فكرة التغيير إلى أن يبدأ بنفسه أولاً. ويكون هو المحطة الأولى للتغيير الذي بدونه لن يتحقق والسعي نحو صنع واقع مختلف يحتاج إلى الصبر والمثابرة وتقبل النقد ومحاولة إثبات صحة ما تسعى إليه.
مثال للتغيير:
خرج الفلاح كعادته كل صباح، واتجه نحو حقله وأخذ يتفقد حال المزروعات والنباتات التي يرعاها، و يقتلع عنها الأعشاب الضارة، ولاحظ وجود عصفور صغير بين الأغصان مستلقيًا على ظهره رافعًا ساقيه إلى السماء. وكانت موجات الهواء البارد تحركه يمينًا ويسارًا و هو يرتجف من شدة البرد والصقيع. وكانت تبدو على وجهه علامات الاهتمام والتركيز لما يقوم به.
تعجب الفلاح من حاله فاقترب منه وسأله: ماذا تفعل هنا أيها العصفور الصغير؟!
فرد العصفور، وقد ارتسمت على وجهه علامات الجد: “لقد سمعت أن السماء سوف تسقط اليوم. وإنني أحاول أن أمنع سقوط المطر”.
فزادت دهشة الفلاح وقال في عجب: “هل تظن أنك تستطيع أن تمنع المطر من السقوط بهاتين الساقين الرفيعتين؟”.
فرد العصفور: “أنا احاول بما لدي من جهد ومن إمكانيات، إننا نحن معاشر الطيور نتعلم فيما نتعلم أن نكون إيجابيين ولا نسمح لليأس والسلبية أن يسيطرا علينا. ونحن نؤمن بأهمية العمل الجماعي من أجل تغيير الواقع فالفرد بنفسه لا يستطيع بل يحتاج لمن حوله يتقوى بهم”.
لقد كانت الإيجابية التي تميز بها العصفور سببًا لخروجه في الجو البارد؛ ليقوم بعمل يظنه البعض بلا قيمة. ولكنه بدأ بنفسه، فلو فعل كل فرد فينا ما يجب عليه؛ لتغيرت الكثير من الأحوال وتبدلت الكثير من السلوكيات السلبية.
فلو أردت ان تغير العالم فلتكن نقطة البداية أنت، وابدأ بنفسك وافعل ما بوسعك، وسوف تنجح في يوم من الأيام. فقد بدأ كل الانبياء والمصلحون دعواتهم وسط سخرية واستهزاء المحيطين لكنهم وضعوا بصمتهم في العالم وغيروا واقع الحياة نحو الأفضل.